استقرار الأوضاع في رغبة


نَعِمَتْ "رَغْبَة" بالأَمْنِ الذي عَمَّ رُبُوعَ «نـَجْد» عند انضواءِ بقيَّةِ بلدانِهَا تحتَ رايةِ التوحيد؛ وهكذا ساد النظامُ، وتَرَاحَمَ الناسُ، وفَشَتِ الْـمَحَبَّةُ بينهم في ظِلِّ الأُخُوَّةِ الإسلاميَّةِ.

وقد استَمَرَّتْ إمارةُ الشيخِ علي الجريسي – كما ذكَرَ كِبَارُ السِّنِّ – نَحْوًا من اثنتَيْنِ وأربعين سَنَةً؛ حَرَصَ خلالَهَا على إقامةِ شعائرِ الدِّينِ، كما حافَظَ على ولائِهِ وولاءِ بلدتِهِ للإمامِ محمَّدِ بنِ سُعُودٍ وأبنائِهِ البَرَرَةِ مِنْ بَعْدِهِ، وقد تَمَّ في زَمَنِ إمارتِهِ قيامُ مشروعاتٍ حيويَّةٍ عِدَّةٍ لبلدةِ "رَغْبَة"؛ حيثُ تَمَّتْ الاستفادةُ مِنْ مياهِ السيولِ التي كانتْ تَذْهَبُ هَدَرًا قبلَ ذلك، بإقامةِ سُدُودٍ ما زالتْ بعضُ آثارِهَا قائمةً، مِنْ أهمِّها «صُنْع الْـجَرَاسَى»، الذي أَقَامَهُ على وادي الطَّرْفِيَّةِ لتحويلِ سَيْلِهِ إلى «رَغْبَة»، وكذلك ما أقامَهُ على وادي الْـمُعْتَرِضَةِ لتوجيهِ سَيْلِهِ إلى الجَوِّ، ثم قيامِهِ بإنشاءِ مقسِّماتِ المياهِ المعروفةِ بـ«مَدَارِيجِ العُلَا»، والتي تَقُومُ بتوزيعِ مياهِ السيولِ القادمةِ مِنْ وادي الطَّرْفِيَّةِ ووادي الْـمُعْتَرِضَةِ على مزارع الجَوِّ، ويَستفيدُ مزارعو البَلْدَةِ مِنْ ذلك إلى يومنا هذا.