سلمان العروبة
إن المرء ليعجب – بداية – من عظيم إنجاز مليكنا المفدَّى لجسام المهمات بتفصيلها، وعلى أتم وجه يرام، ولا ينقضي عجبك لما تراه هذه الأيام من قدرته حفظه الله في جمع كلمة العرب على مقاومة المد الصفوي والحد من توغله في اليمن، وقراره الحكيم الذي ساندته أغلب الدول العربية وشاركته في تحمل تبعاته، والمتمثل في قمع القوة الحوثية المتنامية في اليمن والتي تمثل الذراع الفارسية في جزيرة العرب، هذا القرار الذي أعاد لمجلس التعاون الخليجي هيبته، وأعاد لجامعة الدول العربية فاعليتها.
لكن مهلًا فلو أنك أحطت بشيء من سمات ذلك العَلَم، لما دام لك شيء من ذلك، إنه سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، من حاز حكمة بالغة قلَّ نظيرها، وسجايا محمودة جُبِل عليها.
فأي حكمة أبلغ من التزام دين الإسلام قولاً وعملاً، ثم من حيازة ثقافة موسوعية شهد بها أهل المعرفة، حتى صار عندهم علماً يُقتدى به، في شتى مناحي الأدب والتاريخ والسياسة، وقد نما إلى علمي أن مليكنا حفظه الله قلَّما زار بلداً إلا عرَّج فيه على متحفه الوطني، يستشف من معالمه تاريخ البلد وتأثيره على حاضره سياسة وثقافة واجتماعًا، كما إنه لا يسافر سفرًا إلا وكان الكتاب رفقيه وأنيسه.
ثم أيُّ حكمة أبلغ من عدل مشهود له لا يستعظم قويًا ولا يحقِّر ضعيفًا، حزمه نافذ – بحقٍّ – يُنصف مظلومًا ويحجز ظالمًا.
ثم أي حكمة أبلغ من خبرةٍ سياسيةٍ أضحت مرجعية تاريخية مشهود لها محليِّا بل عالميَّا.
ثم أي حكمة أبلغ من سعة اطلاع فكري على التراث والحداثة في آنٍ، ومتابعة إعلامية لكل مستجد، مع إجلالٍ وتشجيع لأهل الرأي والإعلام كافة، حتى كان من أقواله حفظه الله: (أنا أُجِلُّ وأحترم صحافيِّي بلادي، ودول الخليج، والدول العربية بصفة عامة، وأُكِنُّ لهم الاحترام).
خالد بن عبدالرحمن الجريسي
الرئيس التنفيذي - شركة بيت الرياض