وسائل تعزيز التواصل الأسري بين أفراد الجريسي (1)


الحمدُ لله ربِّ العالَمين، والصلاةُ والسلامُ على رسولِهِ الأمين، سيِّدِنا محمدِ بنِ عبدِاللهِ، وعلى آلِهِ وصحابتِهِ أجمعين.
أما بعد:

فإنّ الشريعةَ السَّمْحةَ قد عظمت حقَّ الوالدَيْنِ خاصَّةً، وحقَّ ذوي القُرْبَى عامَّةً، وجعلت صلةَ الأرحامِ مَسْلَكًا مُوصِلاً لصلةِ الله تعالى، وسَبَبًا للتوسعةِ على العَبْدِ في الرِّزْقِ والبركةِ في طول العُمْر، كما أنها - أي: الشريعةَ - قد جعَلَتْ قَطْعَ الأرحامِ سببًا مانعًا مِنْ ولوجِ الجَنَّة، وسبيلاً لتخلِّي الرَّبِّ عز وجل عن القاطع، وإثمًا عظيمًا مستلزمًا للإفسادِ في الأرض؛ كما دَلَّتْ عليه النصوصُ الكريمةُ من الكتاب والسنة، فمِنْ ذلك أن الله سبحانه قَرَنَ صِلَةَ الرَّحِمِ بخشيته؛ فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ *} [الرعد:21] .

بالمقابلِ فقد قَرَنَ سبحانه وتعالى قطيعةَ الرَّحِمِ بالإفساد في الأرض؛ فقال تعالى: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد: 25] ، وقال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *} [محمَّد:22] . وإنَّ أَوْلَى الناسِ بِحُسْنِ التعاونِ وحَقِّ الميراثِ، هم أولو الأرحامِ؛ قال تعالى: {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75 - الأحزاب: 6] .

فمَنْ أرادَ شُكْرَ اللهِ على نِعْمة ِالإسلامِ حَقَّ الشكرِ فعليه بمودَّةِ قرابتِهِ؛ قال تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] . ، وعليه تقديمُ حَقِّ اليتامى مِنْ ذوي القَرَابَةِ على غيرهم؛ قال تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ *يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ *} [البلد: 14 - 15] .

فمَنْ أرادَ شُكْرَ اللهِ على نِعْمة ِالإسلامِ حَقَّ الشكرِ فعليه بمودَّةِ قرابتِهِ؛ قال تعالى: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] . ، وعليه تقديمُ حَقِّ اليتامى مِنْ ذوي القَرَابَةِ على غيرهم؛ قال تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ *يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ *} [البلد: 14 - 15] .

كما أنَّ إيتاء ذوي القُرْبَى حَقَّهُمْ هو مِنْ أعظمِ ما أَمَرَ اللهُ به؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ *} [النحل: 90] ، وقال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا *} [الإسراء: 26] ، وقال عَزَّ مِنْ قائل: {وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا} [النور: 22] .

وإنَّ الإحسانَ إلى الوالدَيْنِ وذوي القَرَابَةِ هو قَرِينُ التوحيدِ في الذِّكْر؛ قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى} الآية [النساء: 36] . وكما أنه وصيَّةُ اللهِ تعالى لبني آدَمَ؛ قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} [العنكبوت: 8] .

فالوالِدَانِ هما أَحَقُّ الناسِ بِحُسْنِ الصُّحْبة، وحقُّ الأمِّ مُقدّم في ذلك؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، عندما سألَهُ رجلٌ: مَنْ أَحَقُّ الناسِ بِحُسْنِ الصُّحْبة؟ قال صلى الله عليه وسلم : «أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ» [(4)].
كما أنَّ الجهادَ لا يَكُونُ إلا بإذنِ الأَبَوَيْنِ؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لرجلٍ يَسْتَأْذِنُ في الجهاد: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟»، قال: نَعَمْ، قال: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ» [(5)].
كما أن دعاء البَارِّ بوالدَيْهِ مستجابٌ؛ وشاهدُ ذلك: ما جاء في حديثِ النَّفَرِ الثلاثةِ الذين حُصِرُوا في غارٍ أَوَوْا إليه من مَطَرٍ، وقد انحطَّتْ صَخْرَةٌ على مقدَّم ذلك الغارِ، فقال البَارُّ منهم بوالدَيْهِ: «اللَّهُمَّ إنَّهُ كان لي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، ولي صِبْيَةٌ صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فإذا رُحْتُ عليهم فحَلَبْتُ بَدَأْتُ بوالدَيَّ أَسْقِيهِمَا قبل وَلَدِي، وإنه نَاءَ بي الشَّجَرُ يومًا، فما أَتَيْتُ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا قد ناما، فحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فجِئْتُ بالْحِلاَبِ، فقُمْتُ عند رُؤُوسِهِمَا، أَكْرَهُ أنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا، وأَكْرَهُ أنْ أبدَأَ بالصِّبْيَةِ قَبْلَهُمَا، والصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عند قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلك دَأْبِي ودَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلك ابتغاءَ وَجْهِكَ، فافْرُجْ لنا فُرْجَةً نَرَى منها السماءَ؛ ففَرَجَ اللهُ لَهُمْ فُرْجَةً حتَّى يَرَوْنَ منها السماءَ» [(6)].
وقد أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الوَلَدَ بصلةِ والِدَيْهِ بالنفقةِ ولو كانا مُشْرِكَيْنِ؛ فعن أسماءَ بنتِ أبي بَكْر $خ، قالتْ: قَدِمَتْ عليَّ أُمِّي، وهي مُشْرِكَةٌ، في عَهْدِ قُرَيْشٍ إذْ عاهدَهُمْ، فاستَفْتَيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فقلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ راغبةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قال: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» [(7)].
وبِرُّ الوالِدَيْنِ مقدَّمٌ على التطوُّعِ في الصلاةِ وغيرِهَا؛ وشاهدُ ذلكَ ما جاء في الحديثِ مِنْ قِصَّةِ العابدِ جُرَيْج، حين قالتْ له أُمُّهُ: «يا جُرَيْجُ، أنا أُمُّكَ كَلِّمْنِي - وهو يُصَلِّي - ونادَتْهُ ثلاثًا، فاختارَ صلاتَهُ، فَدَعَتْ عليه ألاَّ يَمُوتَ حتى يرى الْمُومِسَاِت [أي: البَغَايَا]، فقَذَفَتْهُ بَغِيٌّ بنِسْبَةِ ولدٍ لها مِنْ راعٍ زانٍ، فبرَّأهُ اللهُ تعالى، بأنْ أَنْطَقَ الصبيَّ الرضيعَ حين استنْطَقَهُ العابدُ جُرَيْجٌ بقوله: مَنْ أَبُوكَ؟ فقال الصبيُّ: أبي راعي الضَّأْنِ!!»[(8)].

كما أنَّ صِلَة الرَّحِمِ سَبَبٌ لِصِلَةِ اللهِ تعالى لِلْعَبْد؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالعَرْشِ، تقولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، ومَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ» [(9)]، وصلةُ الرَّحِمِ سببٌ عظيمٌ في بَسْطِ الرزقِ والبَرَكَةِ في العُمُرِ؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أَحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أَثَرِهِ، فلْيَصِلْ رَحِمَهُ» [(10)].

وصلةُ الرَّحِمِ واجبةٌ حتى لو لم يُبَادِلْكَ الأقرباءُ بالمِثْلِ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليسَ الواصلُ بِالْمُكَافِئِ، ولَكِنَّ الوَاصِلَ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» [(11)]، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم للرَّجُلِ الذي وَصَلَ رَحِمَهُ، ثم قطعه ذوو قرابته، وأساؤوا إليه: «لا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلك» [(12)]. وقطيعةُ الرَّحِمِ إثمٌ عظيمٌ؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قاطعُ رَحِمٍ» [(13)].

أخي الحبيب، هذا بعضُ ما عَظَّمَتْ به الشَّرِيعَةُ حَقَّ بِرِّ الوالدَيْنِ وصلةِ الأرحام، أَرَدتُّ بإِيرادهِ الحثَّ على هذا العملِ الصالح، مع يقيني بأنَّ الشريعةَ الغَرَّاءَ، وإنْ دَعَتْ إلى حِفْظِ الأنسابِ، وحَرَّمَتِ الطعنَ فيها، إلا أنها شرعت تعلم الأنساب لغاية دينية سامية بيَّنها النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُون بِهِ أَرْحَامَكُم فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَْهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَْثَرِ»[(14)] ، فنحن - المسلمون - نصل أرحامنا سواء كانوا من أسرتنا أم من غيرها، لذا نتعلم أنسابنا لا لنفاخر بها، فالناس إنما يتفاضلون عند الله بالتقوى لا بالأحساب، (فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينيَّة إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي: طاعة الله تعالى ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم )[(15)]. كما قال الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم: [الحـُجرَات: 13] {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ *}، ولا عِبْرَةَ بالأنسابِ يومَ القيامة، ولا يَبْقَى من نفعِها إلا ما كان من صلةٍ لها في الدنيا؛ قال تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ *} [المؤمنون: 101] .

وفي الختام يطيبُ لي أنْ أَضعَ بين يَدَيْ أعضاءِ عائلتي المكرَّمين، بعضَ التوصياتِ التي أَرَى أنه مِنَ الواجبِ الاهتمامُ بها، ومنها:
1- المحافظةُ على اللِّقَاءِ الدَّوْرِيِّ الشهريِّ الذي أسس في عامَ 1409هـ، والذي يَعُودُ الفضلُ في تأسيسِهِ إلى الأخ/فَهْد بن خالد بن ناصر الجريسي؛ حيث يلتقي فيه أفرادُ العائلةِ شيوخًا وشبابًا، مع مراعاةِ وَضْعِ الأنظمةِ والضوابطِ الميسِّرَةِ التي تُشَجِّعُ وتُسَاعِدُ على حضورِهِ، وتَكْفُلُ الاستمرارَ فيه، وأَقْتَرِحُ تحديدَ مَقَرٍّ واسعٍ ومُرِيحٍ ودائمٍ لهذا اللقاءِ؛ لِيَسْهُلَ الوصولُ إليه، على أنْ تُوَفَّرَ فيه خِدْمَاتٌ متكاملةٌ، تُمَكِّنُ المجتمعين مِنْ مُـمَارَسَةِ بعضِ الأنشطةِ المفيدةِ؛ التي تُسهِمُ في إيجادِ جَوٍّ من التعارفِ والتآلُفِ، وتمتينِ العلاقاتِ بينهم، وذلك لضمان استمرارِ التواصلِ بين أفرادِ العائلةِ مُستقبَلًا - بإذنِ اللهِ - حتى لا يكونَ الاجتماعُ بهدفِ إسقاطِ الواجبِ المفترَضِ، وتلبيةِ الدعوةِ وحَسْبُ.

2- تكليفُ أَحَدِ أفرادِ العائلةِ؛ لِيَقُومَ بعمليَّةِ التنسيقِ والترتيبِ لِعَقْدِ اللقاءِ الدَّوْرِيِّ، وتذكيرِ الآخَرِينَ به، وبموعدِ انعقادِهِ.
3- الحِرْصُ عَلَى حُضُورِ المَنَاسَبَاتِ العامَّةِ؛ مِثْلُ: الأعيادِ، والأفراحِ – قَدْرَ الاستطاعةِ – وعَدَمُ التهاونِ في ذلك.
4- حَثُّ الشبابِ على مواصلةِ التعليمِ – الذي هو سلاحُ المستقبل – إلى مَرَاحِلِهِ العليا؛ وهذا أمرٌ مِنَ الأهميَّةِ بمكان؛ إذْ إنَّ الشبابَ هم رجالُ الغَدِ، وبناةُ المستقبل، والعُنْصُرُ الفاعلُ في وطننا الحبيب، وإنَّ ما ذُكِرَ في هذا الكتابِ مِنْ أمجادٍ للآباءِ والأجدادِ كان القصدُ مِنْ إيرادِهِ تحفيزَ همَّةِ الشبابِ؛ ليحذوا حَذْوَ أسلافِهِمْ، ويسلكوا سَبِيلَهُمْ، وألَّا يقفوا عند حدودِ الماضي، بل لابدَّ مِنْ أن يُضِيفُوا الجديدَ، ويُقَدِّمُوا مِنَ الأمجادِ المزيد، فعليهم أنْ يَصِلُوا ماضيَهُمْ بحاضرِهِمْ، ويَوْمَهُمْ بأمسهم، وأربَأُ بهم أنْ يكونوا مِمَّنْ قال فيهم أبو الطيِّبِ المتنبِّي:
لَئِنْ فَخَرْتَ بِآبَاءٍ ذَوِي حَسَبٍ لَقَدْ صَدَقْتَ ولَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُوا!!
وأرجو بملء فؤادي أنْ يكونَ شبابُنَا ممن قيل فيهم:
إنَّ الفَتَى مَنْ يَقول: هَا أَنَذَا!! لَيْسَ الفَتَى مَنْ يَقول: كَانَ أَبِي!!
حيثُ إنَّ الاعتزازَ بأمجادِ الماضي، ومآثرِ الأجداد، أَمْرٌ محمودٌ حالَ كونِهِ دافعًا إلى إكمالِ ما بَدَؤُوا به، والاقتداءِ بهم في خير فِعَالِهِمْ.
5- أَقترِحُ إقامةَ برامجَ تَحفيزيّةٍ لشَبابِ وشابّاتِ العائلةِ؛ كمكافأةِ الموهوبينَ والمبدعينَ، وكذلك المتفوِّقينَ دراسيًّا، بتقديمِ هدايا عينيةٍ وماديةٍ لهم في حفلٍ سنويٍّ عامٍّ .
6 - تحديثُ دليلٍ هواتفِ أفرادِ العائلةِ مَرَّةً في كلِّ خمسِ سنواتٍ على الأقلِّ، بما يَكْفُلُ سهولةَ التواصلِ فيما بينهم.
7 - ضرورةُ العَمَلِ على التحديثِ المستَمِرِّ لشجرةِ العائلة مَرَّةً في كلِّ خمسِ سنواتٍ على الأقلِّ.
8- تأسيسُ صندوقٍ للتكافلِ الاجتماعيِّ بين أفرادِ العائلة.
9- السَّعْيُ لإعادةِ بناء العُقْدَةِ على طِرَازِهَا القديمِ، وإنشاءُ مُتْحَفٍ صغيرٍ فيها يُذَكّـِرُ الأبناءَ بمآثرِ الآباء والأجداد.
10- السَّعْيُ الحثيثُ لَدَى الجِهَاتِ المختصَّةِ لإطلاقِ اسمِ الشيخِ عليِّ بنِ محمَّد الجريسي على أَحَدِ الشوارعِ الرئيسَة؛ تقديرًا لجهودِهِ في خِدْمَةِ الدعوةِ المؤسِّسةِ لوطنِنَا الحبيبِ.
11- اجتماعُ العائلةِ أيَّامَ العِيدَيْنِ سُنَّةٌ حَمِيدةٌ سَنَّهَا العَمُّ عبدالرحمن بن محمد الجريسي حين بادر بالدعوة لإقامته في منزله، ثم حصل التوافق على إقامته بمنزل كبير العائلة آنذاك العم محمد ابن مُطَيْلِب بن خالد الجريسي رحمه الله تعالى عام 1396هـ، وتَحَوَّلَتْ مِنْ بَعْدِ وفاتِهِ عامَ 1410هـ إلى العَمِّ جعفر بن عبد العزيز بن محمَّد الجريسي، وتَحَوَّلَتْ مِنْ بَعْدِ وفاتِهِ رحمه الله تعالى عامَ 1422هـ إلى العَمِّ عبد العزيز بن مُطيلب الجريسي، نَسْأَلُ اللهَ أنْ يَجْزِيَ مَنْ سَنَّهَا أجرَهَا ومِثْلَ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بها إلى يومِ القيامة، ولِكَيْ يَبْقَى العَمَلُ بهذه السُّنَّةِ قائمًا؛ فإننا ينبغي أَنْ نَلْحَظَ الأمرين التاليين:
أ – وقتُ انعقادِ الاجتماعِ هو حاليًّا بعدَ صلاةِ العِيدِ مباشرةً، وهذا التوقيتُ لم يَعُدْ يتناسبُ كثيرًا مع ظروفِ العَصْرِ الحاليَّةِ، وفيه كثيرٌ من المشقَّةِ خصوصًا مع ما يكونُ من السَّهَرِ ليلةَ العيد وما يقومُ به الناسُ مِنْ ذَبْحِ الأضاحي في صَبِيحَةِ يومِ الأَضْحَى؛ مِمَّا يَنْعَكِسُ سَلْبًا على عَدَدِ المجتمِعِينَ، وبما أنَّ الأمرَ عُرْفِـيٌّ، وليس فيه نَصٌّ شَرْعِيٌّ يُحَدِّدُهُ، فالأمرُ فيه سَعَةٌ؛ وعليه فإنَّني أَرَى إِرْجَاءِ مَوْعِدِ الاجتماعِ إلى وقتِ الغَدَاءِ أو العشاءِ، وهو أفضلُ؛ وبذلك يَجْتَمِعُ الناسُ وهم على غيرِ عَجَلةٍ مِنْ أمرهم، وتَتَحَقَّقُ الأهدافُ المنشودةُ مِنْ هذا اللقاء.
ب – مكانُ الاجتماعِ، وأرى أنْ يكونَ محايِدًا وواسعًا، وقد يكونُ مِنَ المناسبِ توحيدُ المكانِ لِلِقَاءَيِ العيدِ واللقاءِ الشهريِّ والدَّوْرِيِّ ومناسبات الزواج.
12- أرى إنـشاءَ صـالـةِ احـتفالاتٍ تُـخصَّصُ لإقــامـةِ المـنـاسـباتِ الــعـامــةِ لـلــعائلةِ؛ كمناسباتِ الزَّواجِ وغيرِها، على أن تكونَ مَجَّانيّةً أو برُسومٍ رمزيّةٍ.
13- أَرَى تشكيلَ لجنةٍ برئاسةِ كبيرِ العائلةِ، تَتَوَلَّى تنظيمَ اجتماعاتِهَا في الأعيادِ، والدَّوْرِيَّاتِ، ومُـخْتَلِفِ المناسبات؛ كما تُشْرِفُ على صندوقِ التكافلِ، وشؤونِ الأُسْرَةِ كافَّةً.
14- أرى تأسيسَ ديوانيَّةٍ يلتقى فيها مَنْ أراد مِنْ أفرادِ العائلةِ يوميًّا أو أسبوعيًّا أو شَهْريًّا، وأَقترِحُ تَسْمِيَتَهَا بِـ«ديوانيَّة الجريسي»، وتُعْقَدُ في المكانِ السابقِ عينِه، على أن يراعى فيها عدم الكُلْفةِ بغداءٍ أو عشاءٍ؛ ويُكتفى بأصول الضيافة، ويكونُ الاجتماعُ بعدَ عصرِ يومِ الجمعةِ مثلاً، ويمتدُّ إلى بعد المغربِ، أو العشاءِِِ، وحبذا لو تخللهُ بعضُ الأنشطة الثقافيةِ، والرياضية.

هذا ما أردتُّ اقتراحَهُ لزيادةِ أواصرِ المحبَّةِ والأُلْفةِ بين أعضاءِ العائلة، داعياً إلى ذلك كل من شاء أنْ يَقْتَدِيَ بذلك مِنْ أُسَرِ مجتمعنا الإسلامي.
وآخِرُ دَعْوَانَا: أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ.