رجل الأعمال عبدالرحمن الجريسي ينقل خبراته للمترشحين الجدد في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض


الرياض – حوار – راشد السكران

تشهد الغرفة التجارية الصناعية بالرياض هذه الأيام حراكا كبيرا، وبدأ كوكبة من رجال الأعمال من التجار والصناع المترشحين باستعراض برامجهم الانتخابية، للفوز بمقاعد مجلس ادارة الغرفة، وهذه المرحلة تعد مرحلة حاسمة، لأن كثيرا من المترشحين قدموا من خلال برامجهم خدمات رائعة ومختلفة، تتواكب مع رؤية المملكة 2030 في كافة المجالات، خاصة وأن البعض منهم يمثلون قيادات اقتصادية شابة، وأصوتا مهمة في الوطن لهم خبرات طويلة ناجحة في الأعمال الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية.

ويعد هؤلاء المترشحين لمجلس ادارة غرفة الرياض أن الترشح شرف يطمح له كل رجل اعمال، ليسهم في تكملة المسيرة المباركة التي بدأها من قبله رجال بذلوا جل اوقاتهم لتذليل جميع المعوقات التي تواجه رجال الاعمال، والبحث لهم عن الفرص المهدرة ليستفيد منها رجال الاعمال والمستثمرين والجيل الجديد من شباب الاعمال.

ومن خلال هذا الحوار التقت « الرياض» رجل الأعمال عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة شركة مجموعة الجريسي، رئيس الغرفة التجارية سابقا ليحدثنا عن جزء من خبراته التي انعكست إيجابا على أداء الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، قدم خلالها العديد من الخدمات الجليلة لها ولمنتسبيها وطلبنا منه خلال اللقاء اسداء التوجيهات والملاحظات للمترشحين الجدد للغرفة، متمنيا لهم التوفيق والسداد في مستقبلهم.

«حراك انتخابي»

{أبا علي تشهد الغرفة التجارية الصناعية بالرياض حراكا كبيرا، خصوصا من فئة الشباب ما رؤيتكم لهذا الحراك خصوصا وأنكم ترأستم مجلس إدارتها في وقت سابق؟

تلعب الغرفة التجارية الصناعية في الرياض دوراً متنامياً في تحقيق الكثير من المنجزات في قيادة العمل المؤسسي وتبني المبادرات وتعزيز اسهاماته في تنفيذ برامج التنمية الشاملة حاضراً ومستقبلاً، وهو دور يحظى بكل التشجيع والدعم من لدن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-وحكومته الرشيدة، ولقد ساهمت الغرفة بكل ما أُتيح لها من إمكانيات وخبرات في تحقيق نقلة نوعيّة في خدماتها لقطاع الأعمال، بما يلبي احتياجاته الآنية ويستجيب لتطلعاتها المستقبليّة.

وأحمد الله أن كان لي شرف العمل في خدمة اقتصادنا الوطني، وخدمة قطاع الأعمال ممثلًا بغرفة الرياض هذه المؤسسة الشامخة التي بقيت تضطلع بدور وطني مميز في خدمة ودعم الاقتصاد الوطني عبر نصف قرن» والفضل في ذلك يعود لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين – وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله – ومن هنا أزجي لهم أسمى آيات الشكر والعرفان لما قدموه ويقدموه للغرفة وأبنائها ولكل المنتسبين لقطاع الأعمال من دعم ورعاية حيث كان لهم الفضل بعد الله في كل ما حققته الغرفة وأنجزته، ولقد كان ولا زال الملك سلمان -رعاه الله- يبسط رعايته ودعمه وعطاءه غير المحدود وتشجيعه الدائم للغرفة ولقطاع الأعمال، ومنذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض» وقدم ولازال الدعم للشباب من خلال إتاحة الفرص للراغبين في العمل التجاري، وشجع العاملين في التجارة من الشباب على تنويع مصادر استثماراتهم.

مما جعل الغرفة تواصل جهودها لتطوير خدماتها وارتياد آفاق جديدة في نوعية الأنشطة الموكلة إليها، لخدمة منتسبيها وما بلغته الغرف التجارية الصناعية بالرياض في الوقت الحالي، من انتشار جغرافي ونمو في إمكاناتها هو انعكاس صادق للمساندة التي تقدمها لها حكومة خادم الحرمين الشريفين، مما مكنها من الوجود المؤثر في ساحة العمل الداخلي، بالإضافة إلى حضورها الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية.

«تجديد الدماء»

{هل ترى أن هذا الحراك يعد انعكاسا للقرار الذي أصدرته وزارة التجارة والاستثمار والذي لا يحق فيه الترشح لمن أكمل دورتين؟

بالطبع فقرار وزارة التجارة والاستثمار لمنع ترشح من أمضى في عضوية مجلس الإدارة دورتين متتاليتين، سيعطي فرصة إضافية للجيل الشاب لكي يتمكنوا من الانخراط في تلك المجالس ليكونوا عنصرا منتجا، وداعما للاقتصاد الوطني، وليسهموا في إيجاد حلول للأعمال، وتجديد للأفكار والاستراتيجيات التي تمثل كافة فئات القطاع التجاري، وأرى أن وجود شباب الأعمال وسيدات الأعمال أصبح ضرورة، حتى ولو لم يترشحوا لأنهم يمثلون شريحة كبيرة من قطاع الأعمال، ولا يجب أن يكون تمثيلهم مرهونا باحتمالات التعيين.

كما أن العديد من الشباب من الجنسين لهم بصماتهم في الكثير من دورات مجالس إدارات الغرف التجارية، وبترشحهم سيحققون مزيدا من غايات التجار الصناع والمستثمرين على حد سواء لتجديد الدماء.

«شباب الوطن»

{بما أنكم تطرقتم برؤية المملكة 2030 كيف ترون انعكاساتها على شباب هذا الوطن؟

رؤية المملكة 2030 تؤكد على العمق الفكري لدى حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد -أيدهم الله- ومن خلال هذه الرؤية 2030 ستنعكس على شباب الوطن بكل خير نحو مستقبل مشرق حيث ستجسر المملكة من خلالها طريقها نحو المستقبل في لحظة تاريخية برسم ورؤية مستقبلية باتت تشكل علامة فارقة في تاريخ الاقتصاد السعودي وما ستؤول إليه البلاد في ظل ما وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة من برنامج (التحول الوطني) وتلك الرؤية التي تشكلت تحت مظلة النجاحات التي حققتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد ستصبح المملكة أنموذجا للعالم وعلى جميع المستويات».

وكما يعلم الجميع فإن الرؤية هي عبارة عن حزمة من البرامج الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي جعلت الشباب من أهم مرتكزاتها، مما سيجعلها بإذن الله تحدث نقلة نوعية في تنوع مصادر الدخل وعدم الاعتماد الكلي على النفط وذلك بتطوير الاستثمار في ثروات البلد المختلفة وثانياً بالإيرادات غير النفطية ومن المعروف بأن المملكة قد حباها الله تعالى بثروات طبيعية ضخمة لم تستقل حتى الآن بالطريقة التي تحدث قيمة إضافية تدخل في الميزان التجاري وموازنة للدولة بشكل فاعل فمثلاً المملكة لديها 6% من احتياطات اليورانيوم في العالم بجانب الذهب والفضة والنحاس والفوسفات وغيرها من المعادن.

كما أن اللافت في حديث ولي ولي العهد أن المملكة لديها ثلاثة مرتكزات قوة لا ينافسها أحداً عليها أولا العمق العربي والإسلامي بوجود الحرمين الشريفين، ثانياً أن لديها قدرات استثمارية محركة للاقتصاد، تشكل موارد إضافية للبلد، وثالثاً أن استثمار الموقع الاستراتيجي للمملكة بوصفها بوابة للعالم تربط ثلاث قارات مع بعضها البعض.

وبهذه الرؤية ستصبح المملكة بإذن الله قوة استثمارية كبرى من خلال تفعيل استغلال الثروات وتفعيل هذه المرتكزات ومن خلال صندوقها السيادي والصناديق الأخرى المملوكة للحكومة، ومن خلال مواردها البشرية ومن خلال مشاركة رجال الأعمال السعوديين، وكما قال ولي ولي العهد بأن الكثير من رجال الأعمال هم مستثمرين، فالعقلية السعودية هي عقلية استثمارية، يجب أن تستغل هذه القوة في تحريك السوق السعودي والسوق العالمي».

ومن هذا المنبر أثمّن جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ودوره الكبير لخروج مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بهذه الرؤية الطموحة التي ستفتح آفاقاً رحبة نحو التحول الاقتصادي من الريعية إلى الإنتاجية، لبناء وطن يسع الجميع وأكثر ازدهارا باستصحاب دعوة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد -أيدهم الله- بأن يشارك جميع المواطنين والمواطنات في تنفيذ هذه الرؤية.

وبإذن الله سيكون لها انعكاسات مشرقة على مستقبل شبابنا الطموح والمتطلع إلى المساهمة الفاعلة في بناء وطنه والنهوض به لرفعة وازدهار اقتصاده لأن البلدان تنهض بشبابها وتستمد التمكين من طاقاتهم وتستقي العزيمة من أجل رؤية واعدة ومستقبل مشرق، مما سيجعل هؤلاء الشباب أذرعا قوية في رؤية المملكة 2030.

«الدور الحيوي»

{ الأعداد الكبيرة للمترشحين هل يعد رقماً جديداً ومؤشر لمكانة الغرفة ودورها الحيوي في الحياة الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية؟

بالتأكيد فإن هذه الأعداد الكبيرة من المترشحين تعد بالفعل رقما جديدا ومؤشرا لمكانة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وتعزيزا لدورها الحيوي في الحياة الاقتصادية لأنها تعمل من خلال أنشطتها المختلفة على دعم القطاع الخاص وتوفير متطلباته وإرساء مقومات التطوير، ودورها المباشر أو غير المباشر من خلال التنسيق مع الجهات المعنية، وهي من أكثر الجهات فعالية في دعم القطاع الخاص، وتمثل كغيرها من الغرف التجارية والصناعية القطاع الاقتصادي السعودي.

كما أن لها دروا كبيرا في تنشيط المسؤولية الاجتماعية من لجانها المختصة وأنشطتها حيث تقدم الخطط والاستراتيجيات لقطاع الأعمال ومن أهدافها: وضع خطط واستراتيجيات تهدف لتبني المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص بمنطقة الرياض، وتشجيع منتسبي الغرفة وحثهم على تبني البرامج ونقل التجارب الاجتماعية الناجحة بين المؤسسات كنموذج يحتذى ، واقتراح وتبني برامج ابتكارية (جديدة) لخدمة المجتمع، وتقديم خدمات استشارية في هذا المجال لمنتسبي الغرفة.

«نقلة للعالمية»

{ كنتم رمزا من رموز الغرفة عندما كنتم رئيسا وعضوا فيها لأكثر من 40 عاما، كيف استطعتم نقلها من المحلية إلى العالمية، ودعوة زعماء وقادة دول لها؟

الفضل يعود بعد الله لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله» فمنذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض فهو يعمل ليل نهار ولا يهدأ له بال من أجل رفعة ورفاهية إنسان هذه البلاد المباركة، حيث أسهم – رعاه الله – في تأمين البنى التحتية للعمل التجاري وعمل على تنوع الاستثمار.

ونحمد الله تعالى على هذا التطور النوعي الذي شهدته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وينبغي أن لا ينسب هذا الفضل لشخصي فحسب، بل لكل من ساهم في تحقيق هذه النقلة، والتي تصب في مصلحة الوطن من خلال توثيق الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والشراكة مع الفعاليات الاقتصادية في العالم، كما أنه لا يمكن تحقيق هذا العمل لولا التشجيع والدعم الذي نلقاه من قبل حكومتنا الرشيدة ومسؤوليها، وأعتز أن الغرفة كانت مقصد قادة الدول ورؤساء الحكومات والوفود الرسمية، وهو ما يؤكد في النهاية المكانة المميزة لرجال الأعمال السعوديين، وأثرهم في حركة التجارة العالمية، وكذلك رغبة هؤلاء القادة في تطوير وتعزيز الروابط الاقتصادية بين المملكة ودولهم.

«تطوير الأعمال»

{ كيف تنمي الغرفة التجارية الصناعية بالرياض دورها نحو المجتمع، وماهي الرسالة التي تود إرسالها لمن ينافس على رئاستها؟

للوطن دين في أعناقنا جميعاً يجب أن نؤديه، والغرفة التجارية الصناعية بالرياض تبنت رسالة مضمونها «ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى قطاع الأعمال، والمشاركة في التنمية الاجتماعية من خلال برامج طويلة المدى «، ومنذ تأسيسها عام 1381هـ، وهي تتبنى استراتيجيات متكاملة تستهدف المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبآلية متوازنة، واستطاعت الغرفة أن تعمل على خدمة القطاع الخاص ورعاية مصالحه، إلى جانب تعظيم الدور الاجتماعي لأصحاب الأعمال وتحفيزهم للمساهمة في العمل الخيري والاجتماعي.

وأخذت الغرفة على عاتقها على مدى خمسة عقود المبادرة لتكون قاطرة قطاع الأعمال في التنمية المجتمعية والمشاركة الفاعلة في العمل الخيري والاجتماعي، تبلور ذلك بشكل ملموس من خلال إنشاء « إدارة خدمة المجتمع « لتتولى تنفيذ استراتيجية الغرفة في هذا الصدد.

وعلى من يتنافسون لرئاستها أن يتنافسون أيضا لتطوير الأعمال المجتمعية والنهوض بمستوى المسؤولية الاجتماعية لكافة القطاعات التي تشرف عليها الغرفة، ليتحقق بذلك ما تسعى الغرفة للتطلع من استراتيجيات تتوافق مع الرؤية الجديدة للمملكة، ليحققوا بذلك رؤية بلادنا وتطلعات ولاة أمره في تفعيل العمل الخيري والاجتماعي الذي يعد واجبا دينيا ووطنيا وأخلاقيا.

«التنافس الشريف»

{هل من كلمة توجهونها للمترشحين خصوصا وأن ابنتكم هدى ترشحت عن فئة التجار والابن د.خالد ترشح عن فئة الصناع؟

اود أن أبارك لكل المترشحين وأدعو لهم بالتوفيق والنجاح ومن ضمنهم ابنتي هدى، وابني د. خالد وأقول لهم أنتم أيها المترشحين عماد الوطن والوطن بحاجتكم في كل الميادين، فثابروا واحرصوا على التنافس الشريف الذي تخدمون من خلاله وطنكم ومواطنيكم، ويجب علينا جميعاً أن نستشعر ما نحن فيه من نعمة الأمن والأمان التي نعيشها ومنَّ الله علينا بها، لذلك من الواجب علينا المحافظة على مكتسبات هذا الوطن الغالي والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة والعمل سويّاً من أجل رفعة وتقدم وطننا العزيز الغالي»، فأسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم عليه لباس الصحة والعافية، وأن يشد عضده بولي عهده وولي ولي العهد، وأن يمدهم جميعاً بعونه وتوفيقه لما فيه من الخير للوطن والمواطن، وأن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والامان، وأن يحقق لها المزيد من الرفعة والتنمية والتقدم والازدهار.

المصدر: صحيفة الرياض، الخميس 19 شعبان 1437 هـ- 26 مايو 2016م

الجريسي في بعض لقاءاته بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز

 

 

الشيخ الجريسي خلال حديثه مع الزميل راشد السكران

مع جاك شيراك رئيس فرنسا الرياض 2006

 

الجريسي مع ملك اسبانيا خوان كارلس